استرجاع كلمة المرور طلب كود تفعيل العضوية تفعيل العضوية قوانين المنتدى
العودة   منتدى نوكيا كافيه > المنتديات العامة > المنتدي الإسلامي

اعلانات

التسجيل السريع مُتاح
عزيزي الزائر . وفي حال رغبتم بالإنضمام إلى أسرتنا في المنتدى ينبغي عليكم ،التسجيل!

اسم المستخدم: كلمة المرور: تأكيد كلمة المرور: البريد الالكتروني: تأكيد البريد:
موافق على شروط المنتدى 


ما هى مراتب النفس



  انشر الموضوع
إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-27-2012, 08:05 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف
الرتبة


البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 31865
المشاركات: 306 [+]
بمعدل : 0.07 يوميا
اخر زياره : 01-08-2024 [+]
معدل التقييم: 13
نقاط التقييم: 10
قلب ابيض is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
قلب ابيض غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدي الإسلامي

إن النفس تنخفض إنحطاطاً بالمعصية والإصرار على الخطيئة ، وترتقي بالطاعة والعبادة لله علوا وسمواً في مراتبها في هذه الحياة ، عند ربها سبحانه ، وبلا شك إن النفس واحدة ، لا تتعدد ولا تتنوع ، ولها مراتب تنتقل فيها من انحطاط ودنو إلى علو وسمو ، وبالعكس .

وبناء على ذلك اعتبر الإسلام للنفس ثلاث حالات وهي : النفس الأمارة ، والنفس اللوامة ، والنفس المطمئنة ، سوف نذكرها بنوع من التفصيل بإذن الله .
واعتبرهـا الفيلسوف اليوناني أفلاطون ( Plato ) ثلاثة أنفس وهي :
1 - النفس العاقلة , ومكانها الرأس , وفضيلتها الحكمة
2 - النفس الغضبية , ومكانها الصدر وفضيلتها الشجاعة
3 -النفس الشهوانية , ومكانها البطن , وفضيلتها العفة .

ويقول أفلاطون : تقوم صحة النفس ، وسلامتها على نجاح النفس العاقلة ، في تحقيق التوازن ، بين مطالب النفس الغضبية , ومطالب النفس الشهوانية ..
شبَّهَ أفلاطون الإنسان بعربة يجرها حصانان : أحدهما النفس الغضبية ، والآخر النفس الشهوانية , وتقودها النفس العاقلة , فإذا نجح قائد العربة في كبح جماح الحصانين والسيطرة على العربـة , تحققت صحـة النفس وسلامتها , وإذا فشل قائد العربة في التوازن ، تحطمت العـربة , وكذا الصحة النفسية عند الإنسان ، تقـوم على قدرة القـوة العاقلة فيه ، على تحقيق التوازن بين هاتين القوتين : ووهن الصحة النفسية ، يدل علىعجز القوة العاقلة عن تحقيق ذلك .
عدد أفلاطون الأنفس وجعلها ثلاثة ، وافترض صراعاً دائماً ، بين الأنفس الثلاثة داخل الإنسان ، لا يرتاح ولا يهدأ له قرار ، ولا يجد استقراراً أبداً إلا بالمـوت ..
والحقيقة تتعارض مع هذا الرأي . فالنفس واحدة ، غير متعددة ، تتغـير صفاتها ، بما يعتريها من تأثرات اجتماعية وثقافيـة ، وتربية روحية قال الإمام الغزالي :( نفس الإنسان وذاته توصف بأوصاف مختلفة بحسب اختلاف أحوالها )
وأما افتراض الصراع الدائم ، فغير مسلم به على اطلاقه ، فالنفس في هذا على مذاهب وحالات وصفات هي:
1 - النفس اللوامة : 2 – النفس الأمارة :
3 – النفس الراضية المطمئنة :

ويختلف الصراع بين الإدراكات العقلية والنفس ، حسب حالة النفس ، من أمارة إلى لوامة ، إلى راضية مطمئنة ..

وأما القوة العاقلة :
هي الإدراكات العقلية ، فقد منحها الله قوة التوازن بين متطلبات الروح كالعبادة والزهد ، والأخلاق والفضيلة ، والسمو بالجسد المادي إلى عالم الملكوت ، ومتطلبات النفس المادية ، كالمرغبات والشهوات والأنانية ، والدنو بالجسد المادي إلى الإنحطاط .

1 - النفس اللوامة

هي التي تكون وسطاً بين أمرين بين الخير والشر ، فهي تفعل الخير وتحبه ، وتعمل المعصية وتكرهها ، بل تميل إلى فعلها لتأثير عوامل اجتماعية أو بيئة عليها ، وتجدها إذا فعلت المعصية ، شعرت بالندم والحسرة ، وتلوم نفسها أي حال فعلها ، وتمنت أنها لم تفعلها ، وتوصف هذه النفس بالنفس اللوامة . وهذه الحالة في النفس يكون فيها صراعاً بين الخير والشر في داخلها .


والإنسان في بداية أمره إذا ارتكب ذنبا , أو ارتكب خطيئة ، شعر في داخله بإحساس يؤنبـه ، لارتكابه ذلك الذنب , وهذا يظهر واضحاً جلياً ، عند من لم يرتكب ذنبا أو عملاً سيئاً قبل ذلك ، فإنه إذا ارتكب ذنباً أو خطيئة إبتداءً ، يشعر بمحاسب يحاسبه ويؤنبه , لماذا فعلت هذا , ويتمنى أنه لو لم يفعله , وإذا عاد إليه ثانية ضعفت خاصية الشعور بالذنب والخطيئة ، وضعفت النفس المؤنبة تدريجياً , وتستسلم لعنصر المادة الثقيل ، وينتقل صاحبها إلى مرحلـة الميل إلى المعصيـة واستحسانها, وتصبح المعصية أليفة نفسه ، وميزان أفعاله ، في هذه الحالة تنتقل نفسه إلى نفس أمارة ..
ومن الفطرة أن الإنسان حين يرتكب خطأً ، يشعر في داخله بشيء يؤنبه ويلومه على فعله , وقد عبرنا عن هذا المؤنب والمحاسب بالنفس , وسماها الله بالنفس اللوامة ، وهي أيضاً تلوم صاحبها على فعل الخير إذا فاتها فعله لِمَ لَمْ تفعله . وقد ذكر الله النفس اللوامة في القرآن الكريم لما لها من تأثير طيب على صاحبها في تبديل حاله من الشر إلى الخير ومن الخطيئة إلى الطاعة , فقال تعالى في سورة القيامة ( لا أقسم بيوم القيامة , و لا أقسم بالنفس اللوامة , أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نُسَوِّي بنانه ) فقد أقسم الله بيوم القيامة لتحقيق وقوعه ، وبيان هولـه ، وإيقاظ النفوس النائمة التائهة والغافلة عنه ، فتصحو وتتنبه من غفلتها وسباتها ، وقد ذكر الله النفس اللوامة إثر قسمه بيوم القيامة للعلاقة الوثيقة بين مصير النفس وقيام ذلك اليوم ، حيث تقف فيه وحيدة دون نصير من أهل وولد ومال ، وعن ذلك قال الله في سورة الفرقان 88 { يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم } وفي ذلك اليوم تذهل النفوس رهبةً وخوفاً ، يقول الله في سورة الحج { يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شـديد } وفيه تضطرب الأنفس وتفر من أقرب الأنفس إليها ، يقول الله في سورة عبسَ 36 { يوم يفر المرؤ من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه } ثم يقول في سورة المعارج 13 { يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه} فلعل هذه النفس تتذكر وهْلَةَ وشدَّة ذلك اليوم ، وتتقيه بعمل صالح تفوز بسببه برضوان الله ، وقد أودع الله في النفس إحساساً دقيقاً يصحبها ليذكره ويحذره من الزلل والخطأ في جنب الله . قال الحسن البصري رحمه الله : إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه : ما أردت بكلمتي ؟ . وما أردت بأكلتي ؟ . ما أردت بحديث نفسي ؟ .
وهذه النفس تلوم صاحبها على كل فعلِ شرٍ فعلَهُ ، أو فعلِ خيرٍ أعرَضَ عنه يقول عكرمة رضي الله عنه : تلوم على الخير والشر ، لو فعلت كذا وكذا هذه النفس اللوامة المؤمنة التي تراقب الله في تصرفاتها وأفعالها ، وتدفع صاحبها إلى الخير , هي يقظة تشعر بالخجل من فعل القبيح أمام بني جنسها الإنسان ، ومن الله سبحانه حسب مركزها من الإيمان بالله . وهذه النفس يغلب عليها العودة إلى رشدها ، ويكون نهايتها الرقي والكمال .
وإن كانت كافرة راقبت الناس في ذلك , وخجلت ممن راقبته , واعتقدت أنها أساءت إليه . ويغيب فيها المؤنب والمحاسب ، وتضعف فيها الفطرة السليمة وتموت تلك المراقبة فيها تدريجيـاً ، إذا كرر صاحبها المعصية وأصر على ارتكابها ، حتى تؤدي به إلى حضيض الفساد , وتوصله في نهاية مطافه إلى عدم مراعاة أحدٍ من الناس ..
قال الحسن البصري :" وإن الفاجر يمضي قدماً ما يعاتب نفسه ." .
فإن النفس تُعَـِللُ فجورَها واستمرارَها في الخطأ والمعصية ، بنسبةِ كل ما يفعله الإنسان إلى البيئةِ والمجتمع الذي يعيش فيه ، وقد حكى الله تعالى على لسان المشركين في سورة الأعراف 28 - 29 { وإذا فعلوا فاحشة قالوا : وجدنا عليها آباءنا } ينسب المشركون فعلهم الفاحشة لآبائهم , ويَدَّعُون أن الله أمرهم بفعلها , ولهذا أمر الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم أن يخبرنا بالحق فقال تعالى في نفس الآية { قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون .}
وقال الله تعالى الأعراف 33 { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن , والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون ) . هذه النفس التي تفقد الإحساس بالخطيئة والذنب هي النفس الأمار كما سنطالع معاً بإذن الله



2 - النفس الأمارة :
1 - حين تتغلب المعصية على النفس ، تتصف بها ، ويطلق عليها النفس الأمارة بالسوء ، لكونها تميل إلى السوء وحب العصيان ، والغفلة عن الطاعة والعبادة .
النفس الأمارة هي التي تأمر صاحبها بالمعصية , واستحسانها والتلذذ بفعلها , وكراهة الطاعـة , وتدعو إلى المعصية والخطيئة , مفتخرة بفعلها ، وتستهجن العفة والفضيلة .
وهذه النفس قد استحوذ عليها الشيطان ، وسيطر على ذوقها ، وأمات فيها عنصر الحياء والخجل ، وقد ذكرها الله في القرآن الكريم في سورة الشمس 7 - 10 : حيث قال تعالى { وقد خاب من دساها } أي غذاها بالفجور والخوض في المعصية, والميل عن الفطرة السليمة ، عن طريق حاسة الهوى والشهوة , والإبتلاءبتغلغل الشيطان فيها , فتصبح هذه النفس لا عدوَ أعدَى لابن آدم منها .
وهذه النفس لا تريد الا الدنيا ولا تحب الا الدنيا وتأخذ بالبـدن إلى الدنو لعالم المادة والشهوات والملذات , وإلى حب الرئاسة و الإستعلاءعلى جنسها , و استغلال غيرهابالسيطرة والنفوذ ، وجمع المال الفاني . .
ووصف الله اصحاب تلك القلوب والنفوس الضالة عن الحق والهدى قال تعالى في سورة الحج 46 { إنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور }
والغريب حقيقة ، أن أصحاب هذه النفس ، لا يرون حياة أفضل من حياتهم ، ويعتقدون أن المعصية والتلذذ بها ، هي السعادة ، وإذا فاتت أحدهم أصابته الكآبة والغم ، وقد ينتحر نتيجة فشله في اكتسابها ، ويطلق أصحاب تلك النفوس العفنة على تلك الفحشاء والمعصية ، اسم الحضارة والتقدم ودونها تخلف ، ويصفون أصحاب النفوس المؤمنة العفيفة من أبناء مجتمعهم وبيئتهم بالغباء.
روى الإمام مسلم في كتاب الإيمان (207 ) عن حذيفة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : تعرض الفتن على قلوبٍ كالحصير ، عوداً عوداً ، فأي قلبٍ أُشْرِبَها نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سواءُ . وأي ُّ قلبٍ أنكرها نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ بيضاءُ حتى تَصير على قلبين . على أبيض مثل الصفا ، فلا تَضُر‍ُهُ فتنةٌ ما دامت السماواتُ والأرضُ ، والآخرُ أسودُ مُرْبادٌ كالكورِ مُجَحِياً ( منكوساً مائلاً ) لا يعرفُ معروفاً ، ولا ينكرُ منكراً ، إلاَّ ما أُشْرِبَ من هواه )
فإذا ابتليت النفس بمثل هذه الحالات المريضة، فإنها تؤثر على الروح ، وتجرها في متاهـات الضلال والإنحطاط , وتهبط الروح مع النفسعن منـزلتها القيادية , ، وتفقد خاصيتها الكريمة , وتخسر كل شيء قال تعالى في سورة الشورى 45 ( إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ) فكان سبب خسرانهم تكبرهم وعتوهم في الأرض قال تعالى في سـورة الفرقان 21 ( لقد استكبروا في أنفسهم وعتو عتواً كبيرً ا ) فجحدوا أنعم الله قال تعالى في سورة العنكبوت 40 ( وما كان الله ليظلمهمولكن كانوا أنفسهم يظلمون )فاستحقوا العذاب والعقاب بظلمهم أنفسهم ...





3 - النفس المطمئنة
هي نفس تحب الخير وتفعله ، وتكره المعصية وتجتنبها فعلاً وقولاً ، ولا تشعر بالسعادة إلا بفعل الخير والطاعة لله ، وتوصف هذه النفس بالنفس الراضية المطمئنة .
والنفس في الإسلام في غاية الراحة والإطمـئان ، إذا تحققت في طاعة خالقها ، وصدق الإيمان بالله الواحد سبحانه وتعالى …
وإن أعلى مرتبه تنالها النفس ، هي مرتبة الإطمئنان والرضى ، فإذا تحققت النفس بهذه المنزلة ، كان صاحبها فعلاً عبداً لله ، ومنقطعاً عن دعوى الإستقلال لنفسه ، وراضياً بما هو الحق ، وراضياً بكل ما يأتي مـن ربـه مستسلماً إليه بكامل الرضا والقناعة ، وهي منزلة العبودية الخالصة لله رب العالمين ، وهي أعلى المراتب . وقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ، فقلت له : لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، قال : أفلا أكون عبداَ شكوراً ) .
والنفس الراضية المرضية , التي عناها الله في سورة الفجر 27 ( يا أيها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) تدخل النفس المطمئنة في زمرة عباد الله الصالحـين الذين تتحقق فيهم صفات العبودية الخالصة , وذلك حـين تسمو بأعمالها الصالحة النابعة من حقيقة الروح .
والروح في حقيقتها وطبيعتها السمو , إذا فاقت النفس تسمو بالبدن الى عالم الملكوت , عالم الملائكة والمثال , بطاعـةلله وعبادته , وتحتـل بالنفس منزلةالإ طمئنان بالكمالوالرقي الإنساني , فلا تفعل ما إلاَّ تيقن وتأكد من صلاحيته ، مبتعدة عن ريب أوشك ، روى الترمذي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) باليقين في فعلها تتوقى الشك ، وتعمل اليقين ، مُطْمَئِنَةً بكل ما تفعله ، راضِيَةً بما قسم الله لها ، مرْضيَةً لله خالقها سبحانه كما بينا آنفا ، ثم قال الله تعالى في سورة السجد 16 { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون } .
ولهذه النفس صفات تتحلى بها وهي الورع , والإخلاص ، قال الله تعالى في سورة الرعد 28 { الذين آمنـوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب } لا يجد الذاكر لذة أعلى من لذة الذكر لله ، ولا يجد راحة واطمئناناً أكثر من ساعة الذكر ، إنه مع خالقه مالك الكائنات يذكره ويحاكيه ويجالسه ، ومـن أعز ممن يحاكي ويجالس هذا المالك العظيم ولو عرف الملوك وأصحاب المناصب الدنيوية ما عليه الذاكرون من لذة لجالدوهم عليها بالسيف والقـوة ، ولكن الشيطان شغل أهل الدنيا بدنياهم ، والملوك ببهجة الرئاسـة والقيـادة ، وأصحاب الأموال بأموالهم ، فتراهم منهمكين بما شغلهم شيطانهم بـه ، يخافون ضياعه ، وهم في غفلة عن حقيقتهم وحقيقة حياتهم القصيرة الزائلة ، غافلين عن الساعة التي يُلَفُّون بخرقة ، ويُوضَعون في حفرة ، لا تزيد عن مترين بمتر ، وقد تركوا ما كانوا يتحاسدون ويقتتلون من أجله في هذه الدنيا التي هي أحقر عند الله من جيفة ملقاة في فلاة …
روى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مرَّ بالسوقِ داخلاً من بعض العالية والناس كنفته ، فمرَّ بجديٍّ أسكَّ ميِّتٍ ، فتناوله فأخذ بأذنه ، ثم قال : أيُّكُم يحبُ أنَّ هذا له بدرهمٍ فقالوا : ما نحب أنه لنا بشيءٍ وما نصنع به ، قال : أتحبـون أنه لكم قالوا : والله لو كان حياً كان عيباً فيه لأنه أسَكُّ ، فكيف وهو ميتٌ ، فقال : فو الله للدنيا أهون علىالله من هذا عليكم ) ..
وأما أصحاب النفوس المطمئنة الراضية ، فإنهم عرفوا حقيقة الدنيا وزينتها ، فاستهانوا بها ، وسمت نفوسهم بالإنشغال عنها بعمارة عالم الآخرة الباقية الخالدة ، فخضعت لهم الدنيا ، وكانت لهم أعلى المنازل والدرجات فيها ، وهي الراحة والطمأنينة ، ونالوا في الموت راحـة وسعادة ، لما أعدوا ليوم يجمع الله فيه الناس ليواجهوا أعمالهم ، ولا منزلة أعلى منهم وقت ذاك ، إنهم أصحاب اليمين ، الذين عناهم الله .‎‏ فقال تعالى في سورة الواقعة ‏‎ ‎من الآية رقم 10‏‏‎ ‎‎‎{ السابقون السابقون أؤلئك المقربون , في جنات النعيم‎ , ‎‎‎‎ثلة من الأولين , وقليل من الآخرين , على سرر موضونة ‏‎ , ‎‎‎‎متكئين عليها متقابلين , يطوف عليهم ولدان مخلدون‎ , ‎‎‎‎بأكواب وأباريق وكأس من معين , لا يصدعون عنها ولا ينزفون‎, ‎ وفاكهة مما يتخيرون , ولحم طير مما يشتهون , وحور عين‎ كأمثال اللؤلؤ المكنون , جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيماً, إلاَّ قيلاً سلاماً سلامًا, وأصحاب اليمنما أصحاب اليمين , في سدرٍ مخضودٍ ، وطلحٍ منضودٍ , وظلٍ ممدودٍ وماء مسكوب , وفاكهة كثيرة , لامقطوعة ولاممنوعة , وفرش مرفوعة‎ ‎ }
هذا البيان لمنزلة أهل النفوس الراضية المطمئنة ‏‎ من رب العالمين ، وهو أصـدق القائلين , ‎وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا . كما روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي‏‏‎ ‎ هريرة رضي ‎الله عنه قال : قال رسول الله‎ ‎صلى الله عليه وسلم قال‎ ‎‎‎ الله‎ ‎‏ عزوجل‎ : ‎‎‏أعددت لعبادي الصالحين , مالا عين رأت ولا أذن ‏‎سمعت, ولا خطر على قلب بشر ) قال أبو هريرة رضي الله عنه‎ : ‎ اقرأوا إن ‏‎شئتم ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من‎ ‎‏ قرة أعين ) سورة‎ ‎السجدة آية 17‏‎ .‎ ..
وكذلك قال أبو هريرة رضي الله عنه قال : :‎قال رسول‎ ‎الله صلى الله عليه وسلم‏‎ : ‎لما خلق‎ ‎الله الجنة‎ , ‎قال لجبريل اذهب فانظر اليها فقال‎:‎‏ أي رب وعزتك لا يسمع‎ ‎ بها أحد الا دخلها , ثم حفها بالمكاره , ثم قال يا جبريل . اذهب فانظر‏‎ ‎ ‎اليها فذهب ونظر اليها , فقال : رب لقد خشيت‏‎ ‎‏ أن‎ لا يدخلها أحد ) ‎‎‎‎ وروى الامام مسلم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن‏‎ ‎النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن في الجنة‏ مائـة درجـة ما بين‎ كل درجتين كما بين السماء ‎ ‎‏والأرض , والفردوس أعلاها‎ ‎درجة ومن فوقها‎ ‎‎‏ العرش , ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة‎ , ‎فإذا سألتم‎ ‎‏ الله فأسألوه الفردوس ) وبلوغ منزلة الفردس التي أرشدنا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى تزكية النفس وطهارتها من دنس الجاهلية والعصيان لله ، وكثرت العبادة والذكر ، وصدق الطاعة المراقبة لله ، وتحريم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، واجتناب الشبهات ، و المؤمن على يقين من ربه سبحانه ، يتقي في عمله ومأكله ومشربه الشبهات محققاً في حياته قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه (1 ) وعبد الله عبادة اليقين الخالصة ، وراقبه في تصرفاته خلال حياته العملية كأنه يراه لقو له صلى الله عليه وسلم ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تراه فإنه يراك ( 2 ) هذا هو صاحب النفس المطمئنة والذي يستحق منزلة الفردوس التي أرشدنا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ..









عرض البوم صور قلب ابيض   رد مع اقتباس
قديم 07-01-2012, 06:19 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي
الرتبة


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 13970
المشاركات: 1,448 [+]
بمعدل : 0.27 يوميا
اخر زياره : 03-18-2023 [+]
معدل التقييم: 16
نقاط التقييم: 10
ماهى is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ماهى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب ابيض المنتدى : المنتدي الإسلامي

اغلفة فيس بوك

كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..

وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..

دائما متميز في الانتقاء

سلمت على روعه طرحك

نترقب المزيد من جديدك الرائع

دمت ودام لنا روعه مواضيعك









عرض البوم صور ماهى   رد مع اقتباس
قديم 08-19-2016, 07:47 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المديرة التنفيذية - الادارة العليا للشبكة
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية حنين الاشواق


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 14527
المشاركات: 2,060 [+]
بمعدل : 0.39 يوميا
اخر زياره : 04-17-2024 [+]
معدل التقييم: 17
نقاط التقييم: 10
حنين الاشواق is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حنين الاشواق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب ابيض المنتدى : المنتدي الإسلامي

اغلفة فيس بوك

جزاك الله خيرا قلب









عرض البوم صور حنين الاشواق   رد مع اقتباس
قديم 10-07-2016, 09:35 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو نشيط
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صوت الرياح


البيانات
التسجيل: Nov 2014
العضوية: 32538
المشاركات: 123 [+]
بمعدل : 0.04 يوميا
اخر زياره : 08-18-2023 [+]
معدل التقييم: 10
نقاط التقييم: 10
صوت الرياح is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صوت الرياح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب ابيض المنتدى : المنتدي الإسلامي

اغلفة فيس بوك

موضوع رائع
الله يعطيك العافية
احسنت الاختيار
بانتظار جديدك









عرض البوم صور صوت الرياح   رد مع اقتباس
قديم 04-18-2017, 03:10 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو نشيط
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عشقي اردني


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 32492
المشاركات: 116 [+]
بمعدل : 0.03 يوميا
اخر زياره : 05-31-2020 [+]
معدل التقييم: 10
نقاط التقييم: 10
عشقي اردني is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
عشقي اردني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب ابيض المنتدى : المنتدي الإسلامي

اغلفة فيس بوك

موضوع رائع
الله يعطيك العافية
احسنت الاختيار
بانتظار جديدك










عرض البوم صور عشقي اردني   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, مراتب, النفس, هي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الصحة النفسية من منظور كتابنا الكريم مريم وسام المنتدي الإسلامي 1 06-10-2012 08:13 PM
الصحة النفسية من منظور كتابنا الكريم مريم وسام المنتدي الإسلامي 1 06-07-2012 10:28 AM
رنة موبايل تبعث الهدوء فى النفس وتريح القلب سلامه82 منتدي الصوتيات والنغمات الاسلاميه 0 11-16-2010 02:44 AM
ظبط النفس qamar المنتدي الإسلامي 1 03-12-2010 11:28 AM
حوار بين نفس طائعة وعاصية حنين الاشواق المنتدي الإسلامي 2 11-01-2009 05:22 PM


الساعة الآن 06:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. By Mohamed Mohtrf